مفهوم الذات
تُعرَّف الذّات في علمِ النّفس أنَّها كينونة نفسيّة ووجدانيّة وعاطفيّة مستقلّة ومنفردة عن ذواتِ الآخرين ومنفصلة عنها، تُشكِّلها التّجارب والمواقف والخبرات الحياتيّة المختلفة، وتتضمَّن وعي الفرد بشخصيّته وحياتِه الوجدانيّة والعاطفيّة وجسدِه وتصرُّفاتِه وتعاملاتِه مع محيطِه.[١]
ويختبر النّاس ذواتِهم بطريقتين أساسيّتين، الأولى: من خلال النّظر إلى ذواتِهم كونَها فاعلة ونشِطة أم لا، والثّانية من خلالِ تقييمِها، كأن يُلاحظوا سماتِهم الشخصيّة والجسديّة ويُوفِّقونها مع المهارات والآراء والعواطف المناسبة لها، وهي طريقة ينظر بها النّاس إلى أنفسِهم من الخارج ليختبروا كفاءتَها ونموَّها.[١]
كيف عرّف علماء النفس مفهوم الذات؟
عرَّف العلماء النفسيُّون "الذّات" بالأقوال الآتية:[٢]
- روي إف. باومايستر (Roy Baumeister): "إيمانُ الفردِ بنفسه، بما في ذلك سمات الشّخص ومَن وما هي الذّات".
- مارشال روزنبرغ (Marshall Rosenberg): "... مجملُ أفكارِ الفرد ومشاعرِه التي تشيرُ إلى نفسِه ككائن".
عناصر الذات
قسَّمَ عالمُ النّفس الأمريكيّ روجرز الذّات إلى ثلاثةِ أجزاء وعناصر، هي:[٣]
- الذّات المثاليّة: وهي الذّات التي يطمح الفرد أن يكونَ عليها، وتتمثّل في مجموعة الصّفات أو المهارات التي يسعى إلى تحقيقِها أو امتلاكها.
- الصّورة الذاتيّة: هي نظرة الإنسان إلى نفسِه على طبيعتِها الحاليّة، وتُؤثّر السّمات الجسديّة والنفسيّة على صورة الفرد عن نفسِه.
- احترام الذّات: هو مدى تقدير الفرد وتعزيزِه لذاتِه وإعجابه بها، ويتأثّر احترام الذّات بدور الفرد في المجتمع وكيف ينظر الآخرون إليه.
نظريات حول مفهوم الذات
طوَّر علماءُ النّفس نظريّتين أساسيَّتين للتّفكير في مفهوم الذّات وفَهمه، هما:[٣]
الهوية الاجتماعية
اقترحَ هذه النظريّة عالِم النّفس هنري تاجفيل، وتنصّ على أنّ الذّات مكوّنة من عنصرين رئيسَيْن هما: الهويّة الشخصيّة، وهي السّمات التي تجعل الفرد مختلفًا وفريدًا عمّن حوله، والهويّة الاجتماعيّة، وتُشير إلى مكانِ الفرد في محيطِه ومجموعتِه ومَن هو بالنسبة للآخرين، وهي بدورِها تؤثّر على مفهوم الذّات، بالتّالي تؤثّر على سلوكيّات الفرد وعواطفه.[٣]
الأبعاد المتعددة
اقترحَ هذه النظريّة عالِم النّفس بروس أ.براكن عام 1992م، وتنصُّ على أنّ الذّات لها ستّ عناصر رئيسة يُمكن تقييمها بناءً عليها، وهي:[٣]
- الأكاديميّة: وهي معيار النّجاح أو الفشل في الدّراسة.
- التّأثير: يُمثّل وعي الفرد بحالاتِه العاطفيّة المختلفة.
- الكفاءة: وهي قدرة الفرد على تغطية احتياجاته الرئيسة.
- العائلة: وهي دور الفرد في عائلته ومكانه بينَهم.
- السمات الجسديّة: وهي نظرة الفرد وتقييمه لمظهره وهندامه وصحّته.
- الجانب الاجتماعيّ: وهي قدرة الفرد على التّواصل مع الآخرين والتّفاعل معهم.
خصائص مفهوم الذات
ثمّة خصائص مشتركة يتقاطعُ فيها مفهومُنا عن الذّات، وهي:[٢]
- تختلفُ طبيعة الذّات من شخصٍ إلى آخر.
- تُقَيَّم الذات عادةً بمنظورين أساسيّين هما: إيجابيّ جدًا، سلبيّ جدًا.
- لِمفهوم الذّات أبعادٌ عاطفيّة ووظيفيّة وفكريّة.
- يتغيّر مفهوم الذّات بتقادمِ الزّمن، ويُؤثّر بدورِه على حياةِ الفرد.
أمثلة على مفهوم الذات
تختلف نظرةُ الأفرادِ إلى ذواتِهم، وهذه نماذج مختلفة من مفاهيمِنا الذاتيّة الإيجابيّة والسلبيّة:[٢]
- يرى الفرد نفسَه عضوًا مهمَّا فاعِلًا في المجتمع ذو شغفٍ غير مسبوق بفضلِ سماتِه الفريدة.
- يرى الفرد نفسَه ذكيًّا ولامِعًا وناجحًا في سياقِ حياتِه المهنيّ والاجتماعيّ.
- ترى المرأة نفسَها شخصًا راعيًا ومسؤولًا ومهتمًّا غير مقصّر.
- يرى الفرد نفسَه عبئًا في مجتمعِه عاجزًا عن تحقيقِ طموحاتِه البسيطة وخجولًا على الصّعيد الاجتماعيّ.
- ترى المرأة نفسَها أنّها صديقة سيّئة أو زوجة غير صالحة.
- يرى الموظّف نفسَه أنّه غير نشيط وكفء.
