تعريف الخوف في علم النفس
وفقًا للبحوث المتعلقة بالخوف في مجال علم النفس فإن تعريف الخوف يتمثل بأنّه عبارة عن عاطفة بشرية تتضمن استجابة بيوكيميائية، واستجابة عاطفية فردية عالية، وهو المسؤول عن تنبيه الفرد إلى وجود الخطر أو التهديد بالضرر من حوله، سواء أكان ذلك الخطر جسديًا أو نفسيًا.[١]
قد ينبع الخوف من التهديد الحقيقي، أو من مخاطر خيالية غير موجودة في الأصل، وعلى الرغم من اعتبار الخوف هو استجابة طبيعية لبعض المواقف، إلا أنه قد يؤدي أيضًا إلى حدوث الضيق والاضطراب عندما يكون شديدًا أو غير متناسب في مقداره مع التهديد الفعلي، كما يمكن للخوف أن يمثّل أيضًا أحد أعراض بعض حالات الصحة العقلية كاضطراب الهلع، واضطراب القلق الاجتماعي، والرُّهاب، واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).[١]
وبشكل عام يتكوّن الخوف من تفاعل عنصرين أساسيين تجاه التهديد المتصوّر، وهما: الكيمياء الحيوية والعاطفية،[١]كما أن تعريف الخوف في علم النفس يتمثل في ثلاثة أمور هي:
الخوف في الجسد
وفقاً لعلماء النفس فإن الخوف يتمثل في الجسد يظهر من خلال مزيج من الأعراض الجسدية والأفكار المخيفة في العقل، وهو وفقاً لاعتقادهم عبارة عن رد فعل طبيعي لما يهدد الجسد، بهدف الدفاع عنه، وفيه تركّز بعض الأجزاء من الدماغ على اكتشاف التهديد، وتنتقل إلى حالة قصوى من التأهّب، ويتم إرسال الإشارات إلى بقية الجسم لتمتلئ بالهرمونات التي تساعد الجسد على الاستجابة والتفاعل بشكل مناسب مع الحالة الطارئة، وتشمل الاستجابة هذه حدوث العديد من التغييرات في الجسم.[٢]
الخوف في العقل
أما بالنسبة للخوف في العقل فيقيس علماء النفس الخوف المتمثل فيه من خلال النظر في مدى تكرار الأفكار المتعلقة بالحدث المسبب له، وشدتها، وطولها؛ فعلى سبيل المثال يتعرض معظم الأشخاص ممّن هم على وشك إجراء عملية جراحية لبعض الأفكار المخيفة المتعلقة بها وبنتائجها، ويؤدي تكرار ظهور هذه الأفكار، أو وجود مشكلة في تجاهلها إلى وصول الفرد إلى مرحلة يصعب فيها عليه ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي، وحينها قد تظهر الحاجة لديه إلى اللجوء إلى المساعدة المهنية للتعامل مع هذا الخوف.[٢]
الخوف في السلوك
في علم النفس فإن مواجهة الخطر تتمثل بالرد بشكل تلقائي عليه، وعادة ما يهدف السلوك المتّبع لمواجهة الخوف إلى إبقاء الفرد آمناً؛ فمعظم الحيوانات والبشر تستجيب للظروف المخيفة من حولها عبر الهروب من الخطر، أو التجمّد والتوقف التام عن الحركة الذي يتمثل بالاختفاء حتى انتهاء التهديد، أو المواجهة والقتال لرفع الأذى.[٢]
الأعراض الجسدية المرافقة للخوف في علم النفس
وفقاً لعلم النفس فإن الخوف ما هو إلا عبارة عن عاطفة مكثّفة تنتج عن الشعور بالتهديد الوشيك، وهي عبارة عن رد فعل يسبّب حركة الكائن الحي عن طريق مجموعة من التغييرات الفسيولوجية التي تشمل ارتفاع سرعة ضربات القلب، وتوجيه تدفق الدم نحو القناة الهضمية، وتشنّج العضلات، وتهيئة الكائن الحي لاتخاذ الإجراء المناسب مثل الهروب أو القتال.[٣]
الفرق بين الخوف والقلق وفقاً لعلم النفس
وفقاً لعلم النفس يختلف الخوف عن القلق من ناحية أن الأول ما هو إلا عبارة عن استجابة فورية قصيرة المدى للتهديد الموجود في الوقت الحاضر، ويمكن تحديد المسبب له بوضوح، أما القلق فهو عبارة عن استجابة طويلة المدى لتهديد كبير مستقبلي قد يكون أحياناً غير معروف السبب بالتحديد.[٣]
والبعض من علماء النفس يرى أن الخوف يتم الشعور به عادة عند تجنب أو الهروب من المثيرات الحالية المزعجة، أما القلق فهو الشعور العام الناتج عن البدء في موقف قد يكون خطيراً؛ مثل شعور الحيوان بالقلق أثناء البحث عن الطعام في غابة كبيرة قد تضم بعض الحيوانات المفترسة.[٣]