ما هو التكيف في علم النفس؟

يمكن تعريف التكيف (بالإنجليزية: Adaptation) في علم النفس بأنه قدرة الفرد على التكيف والاعتياد على التغييرات والتجارب الجديدة، وقبول المعلومات الجديدة من حوله، وعادة ما يساهم وجود القدرة على التكيف على النمو العقلي، والتطور المستمر لدى الأفراد، وتكمن أهمية التكيف في أن الأشياء من حولنا تتغير، وأن البشر عليهم التغير أيضاً لمواكبة التغييرات من حولهم.[١]


وهو من المصطلحات المشتقة من العلوم البيولوجية كظاهرة تتعلق بتناسب الشخص مع بيئته، ومن خلالها يجب على الأفراد أو المجموعات إجراء تغييرات ضرورية أو مرغوبة، معرفية، وسلوكية، وعاطفية، استجابة للظروف أو المتطلبات البيئية الجديدة من حولهم، من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية والوظيفة والحفاظ على جودة الحياة.[٢]


أهمية التكيف في علم النفس

في الوقت الحالي يعد التكيف جزءاً لا يتجزأ من ضروريات الحياة في ظل وجود البيئات متعددة الثقافات، وطبيعة العالم السريع المتغير الذي يتطلب زيادة التفاعل بين الثقافات، وهو يعبر عن ضرورة الانخراط في عملية تغير مستمرة للتغلب على العقبات الداخلية والخارجية من أجل البقاء والازدهار، أما عدم التكيف فيترك الأفراد في حالة صدمة ثقافية طويلة الأمد قد تسبب له ضررًا طويل المدى على الصحة العقلية والجسدية.[٢]


ومن خلال التكيف أيضاً يمكن للفرد تبني سلوكيات جديدة تسمح له بالبقاء على قيد الحياة ومواكبة العصر من حوله.[٣]


طرق التكيف مع البيئة الجديدة في علم النفس

يمكن للفرد التكيف مع المعلومات الموجودة في البيئة من حوله وفقاً لعلم النفس عبر طريقتين هما:

التكيف من خلال الاستيعاب

وفي هذه الطريقة يتزود الأفراد بالمعلومات من العالم الخارجي ويحولونها لتتلاءم مع الأفكار والمفاهيم الحالية الخاصة بهم، لتندمج هذه المعلومات مباشرة مع المعلومات الخاصة بهم، وهذا يعني أن المعلومات تتم معالجتها في الدماغ ومطابقتها مع إحدى المعلومات الموجودة في قاعدة البيانات الذهنية، وعند تناسب هذه المعلومات مع إحدى الفئات الموجودة، فإنه يمكن للفرد استيعابها بسرعة ونقلها إلى قاعدة البيانات الخاصة به.[٣]


ومن عيوب هذه العملية أنها قد لا تعمل بشكل مثالي خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة؛ فعند رؤية الكلب مثلاً فإن الطفل قد يظن أنه قطة بسبب تشابه الصفات العامة لهما (أربعة أرجل، ووجود الفرو، وغيرها).[٣]


التكيف من خلال الإضافة أو التغيير

وفيها يعالج الأفراد المعلومات الجديدة عن طريق تغيير أفكارهم العقلية لتلائم تلك المعلومات الجديدة، ففي هذه الطريقة يتم تكوين مخطط جديد لاستيعاب المعلومات وتحديثها، أو تغيير أفكارهم العقلية الحالية، وهي تشبه إلى حد كبير عملية إضافة معلومات جديدة إلى قاعدة بيانات الحاسوب في حال عدم وجود فئة موجودة تناسب هذه البيانات، وهو الأمر الذي يتطلب إنشاء حقل جديد تمامًا أو تغيير حقل موجود مسبقاً.[٣]


وطريقة التكيف هذه تعتبر عادة أكثر صعوبة من الطريقة السابقة، بسبب الطريقة البشرية المقاومة غالباً للتغيير، خاصة عندما يتعلق الأمر بأحد المعتقدات الراسخة لديهم.[٣]


ففي حالة المثال السابق وهو الطفل الذي اعتقد في البداية أن الكلب ما هو إلا قطة، قد بدأ في هذه المرحلة بملاحظة وجود اختلافات رئيسية بين الحيوانين، من عدة نواحٍ مثل الصوت الصادر، والسلوك، وفي هذه الحالة فإن الطفل سينشئ محططاً جديداً يتعرف فيه على صفات الكلب، ويصنفه فيه على أنه حيوان جديد مختلف تماماً عن القطة.[٣]


المراجع

  1. "Adaptation", alleydog.com, Retrieved 15/6/2023. Edited.
  2. ^ أ ب "Adaptation", psychology.iresearchnet.com, Retrieved 15/6/2023. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح "Adaptation in Piaget's Theory of Development", verywellmind.com, Retrieved 15/6/2023. Edited.