عوامل تكون الشخصية الإجرامية
الشخصية الإجرامية هي إحدى أنواع الشخصيات التي ترتبط بالأشخاص الذين ينخرطون في ارتكاب الجرائم، أو يتم الحكم عليهم بموجب القانون بسببها، ولا تراعي الشخصية الإجرامية القوانين والقيم في المجتمع، كما أنها تتجاهل أيضًا العواقب التي قد تتأثر بها بسبب أفعالها غير المقبولة،[١][٢] والشخصية الإجرامية بطبيعة الحال تنشأ بسبب عدة عوامل، نستعرض أهم تفاصيلها في النقاط التالية:[٣]
- عدم علاج الانحراف السلوكي المبكر: كثيرٌ من الأشخاص المتسمين بالشخصية الإجرامية يكونون قد عانوا من الانحراف السلوكي الواضح في المراحل المبكرة من حياتهم، وتحديدًا قبل بلوغهم سن الخامسة عشرة، ولكن هذا الانحراف لم يُعالج أو يُلقى له بالاً؛ الأمر الذي أدى إلى ترسيخه فيهم، ومن الأمثلة على أشكال هذه الانحراف السلوكي المبكر: أذية الحيوانات، والتسيب من المدرسة، وتخريب الممتلكات، والسرقة، والمشاجرات، والهرب من المنزل، والكذب.
- أصدقاء السوء: من المؤثرات الرئيسية التي تكتسب بسببها الشخصية الإجرامية ميلها لارتكاب الأفعال الإجرامية مرافقة الأشخاص المنخرطين بالجرائم هم كذلك، ومما يفاقهم المشكلة عندما تجد الشخصية الإجرامية أنّ مثل هؤلاء الأشخاص يقدمون الدعم لها، ويتواصلون ويتفاعلون معها، أكثر من فئات المجتمع الأخرى.
- معاداة قيم المجتمع: الشخصية الإجرامية التي ترفض الانضباط بالقوانين والقيم التي تضمن للمجتمع استقراره، يتأثر تفكيرها بهذه الأمر، مما يجعلها تبرر كل أمرٍ تقوم به، بل وتتجاوزه إلى حد إلقاء مسؤولية سلوكياتها على أفراد المجتمع الآخرين ولومهم عليها، وذلك بسبب عدم اقتناعها بأنّ مصدر المشكلة نابعٌ منها.
- غياب دور الأسرة: تُعد الأسرة مصدر الدعم العاطفي والتوجيه السلوكي الأول للفرد، وغياب دورها، لأي سببٍ كان، قد يُحدث خللاً في شخصية الفرد، ويؤدي به لسلوك طريق الجريمة، بسبب عدم وجود من ينصحه ويتواصل معه، أو يساعده على حل مشاكله.
- تعاطي المواد المحظورة: يسبب استخدام المواد المحظورة، بمختلف أشكالها، ظهور نزعةٍ إجرامية في شخصية الفرد، ولا سيما إذا كان استخدامها مفرطًا إلى حد الإدمان، الذي يحرمه من أن يكون عنصرًا فعالاً وناجحًا في المجتمع، ويقود به إلى النشاطات الإجرامية، لتحقيق كفايته من هذه المواد، التي يصبح غير قادر عن تركها.
- مشاكل السيطرة على النفس: قد يؤدي وجود مثل هذه المشاكل عند الأفراد إلى تطور سمات الشخصية الإجرامية عندهم؛ فمشاكل السيطرة على النفس تدفع الشخص إلى التهور في الأفعال دون تفكير في العواقب أو حتى تخطيط، مما قد يوقعه في مشاكل هو في غنى عنها، وقد تكون خطرة أحيانًا، وتسبب الأذى للآخرين.
سمات الشخصية الإجرامية
تتصف الشخصية الإجرامية بعدد من السمات والخصائص، والتي ندرج أبرزها في النقاط التالية:[٤]
- الافتقار إلى الشعور بالمسؤولية في مختلف المواقف، بغض النظر عن جديتها وصعوبتها.
- تصنع الصفات الجذابة في النفس، رغم عدم وجودها في هذه الشخصية في الأساس.
- الفشل في الحياة، بسبب الميل إلى الاستسلام أكثر من التصميم والإقدام على تحقيق الأهداف.
- الاتسام بمستوى ذكاء يتراوح بين المتوسط والمرتفع.
- عدم ظهور أي مؤشرات تدل على القلق عند التعرض لمواقف مُقلقة، وتسبب الاضطراب للأفراد في الأحوال العادية.
- تجاهل الدروس الحياتية التي تقدمها المواقف والأحداث، وعدم الاتعاظ منها وأخذ العبر.
- الخوض في الكذب والتصريح به بكل جراءة، وعدم الاهتمام لأي عواقب مترتبة عليه في حال ظهور الحقيقة.
- الافتقار إلى مشاعر الحياء، والندم، والأسف.
- نفور الآخرين من الشخصية الإجرامية بسبب عجزها عن تكوين العلاقات السليمة القائمة على الحب والوفاء.
العلاج النفسي لسلوك الشخصية الإجرامية
إنّ حالة الشخصية الإجرامية قابلة للعلاج باستخدام استراتيجيات وطرق العلاج النفسية، والتي نستعرض أكثرها فعالية وشيوعًا في التطبيق، ولا سيما في المؤسسات الإصلاحية:[٥]
- الإرشاد النفسي: يُسعى من اتباع أسلوب الإرشاد النفسي مع أصحاب الشخصية الإجرامية إلى الأخذ بيدهم إلى ما يعالج حالتهم، وجعلهم يعوون خطورة أسلوب الحياة الذي يعيشونه، بالإضافة إلى أنّ الإرشاد النفسي الموجهة للشخصية الإجرامية يهدف إلى تخليصها من الدوافع والمشاعر السلبية التي تدفعها لسلوك طريق الجريمة، وجعلها تدرك قيمتها الحقيقية وتقدرها.
- الخدمات النفسية الإكلينيكية: في هذا الأسلوب العلاجي، يتم استخدام تطبيقات واستراتيجيات علم النفس الإكلينيكي لعلاج الشخصية الإجرامية، ويشرف فيه على علاج المجرمين الأخصائيين النفسيين من أصحاب الخبرة، والذين يعقدون جلساتٍ مع الأفراد الذين يتسمون بالشخصية الإجرامية بهدف تقييم حالتهم، واكتشاف أي اضطرابات قد يعانون منها وتداخلت مع سلوكهم الإجرامي، وبشكلٍ عام، تساعد مثل هذه الخدمات النفسية الشخصيات الإجرامية على تعليمهم كيفية تحمل المسؤولية، ورفع مستوى الوعي لديهم، وتغيير طرق تفكيرهم لتصبح صحيحة وواعية.
- التأهيل المهني: يُقصد بالتأهيل المهني للأفراد من أصحاب الشخصية الإجرامية تعليمهم مهنة أو حرفة تغنيهم عن سلوك طريق الجريمة، وتساعدهم على كسب عيشهم بعد إنهاء فترة المحكومية في المؤسسات الإصلاحية، ويعتبر التأهيل المهني أحد أشكال العلاج الموجهة لهذه الشخصية، ويتم قبل تحديد مسار التأهيل المهني الخاص بالشخصية الإجرامية دراسة ما عندها من ميول، وهوايات، واهتمامات، وقدرات، ومؤهلات، والتحديد بناءً عليها ما هو الأنسب لها.
المراجع
- ↑ "criminal ", merriam-webster, Retrieved 7/9/2022. Edited.
- ↑ is a popular term,they are termed as criminal. "criminal", law.cornell, Retrieved 7/9/2022. Edited.
- ↑ "6 traits that lead to criminal behavior", orcainfo-com, Retrieved 7/9/2022. Edited.
- ↑ علي عبابسة، السلوك الإجرامي.pdf دراسة السلوك اإلجرامي، صفحة 39. بتصرّف.
- ↑ معنصر مسعودة، مفهوم السلوك إلاجرامي وأساليب التكفل به، صفحة 22-24. بتصرّف.