يتميز كل شخص بميزات ينفرد بها عن غيره من الأشخاص، وتعتبر العلامة الفارقة بينهم، وتظهر هذه الميزات في تعاملات الفرد مع نفسه وكذلك تفاعله مع البيئة المحيطة؛ وبحسب تلك التعاملات تُصنف الشخصية، ومما لاشك فيه أنَّ هناك مجموعة عوامل كالبيئة والتنشئة وغيرها الكثير هي عوامل مؤثرة في شخصية الفرد؛ ليظهر بالصورة التي يظهر عليها.
مفهوم الشخصية:
عُرِفت الشخصية بأنَها ما يتمتع به الفرد من أفكار وسلوكات تُميزه عن الآخرين[١]
العوامل المكونة للشخصية:
هناك مجموعة عوامل أدت إلى تكوين الشخصية بالصورة التي تظهر عليها، منها ذات علاقة بالفرد نفسه(العوامل الداخلية)، والعوامل الأخرى تتعلق بالبيئة المحيطة(العوامل الخارجية[٢]
وفيما يتعلق بالجانب الأول، فقد تؤدي العوامل الداخلية التالية دوراً كبيراً في تكوين شخصية الفرد وهي:
1- الوراثة: فقد يكتسب الفرد العديد من الصفات من أحد أبويه؛ فتُصبح شخصيته تشبه شخصية أحد الأبوين أو كليهما.
2- الذكاء: فمن المعروف أنَ مستويات الذكاء التي يمتلكها الفرد تساعده في آلية تفاعله مع البيئة المحيطة، كما أنَ من يتمتعون بمستوى ذكاء مرتفع يوصفوا بالانتقائية، وبالتالي يصبحوا قادرين على تكوين علاقات أفضل ضمن إطارهم الاجتماعي،وبدوره يُكون شخصيته.
3- البنية الجسدية: فشكل الجسم يُحدد الطريقة التي ينظر بها الفرد لنفسه، والتي تنعكس على نظرة الآخرين له، ويحدد مستوى الثقة لديه، بصورة تنعكس على شخصيته.
أمَا العوامل الخارجية فتتمثل بـ:
1- الأسرة: لاشك أنَ العنصرالأهم في حياة الفرد هي الأسرة، حيثُ تعتبر نقطة البداية والأساس في تشكيل شخصيته؛ ومما لاشك فيه أنَ هناك مجموعة من المحددات داخل الأسرة تؤدي دوراً فاعلاً في تكوين شخصية الفرد؛كالمستوى التعليمي والجو العام للأسرة، بالإضافة إلى مقدار الاهتمام الذي يلقاه من أبويه، والثقة التي يضعونها فيه لتحمل المسؤوليات، وكذلك تدريبه على كيفية مواجهة المواقف والتعامل معها.
2- البيئة التعليمية: وهنا لابَد من التأكيد على الدور التربوي للمدارس، والتي تعتبر العامل الثاني من حيث الأهمية في تشكيل شخصية الفرد، فالتعليمات التي تضعها المدرسة وتحث الطلبة على الالتزام بها تُشكل لديهم شخصية منضبطة ومُقدِرة لقيمة وأهمية الوقت.
3- التجربة: وهنا تأكيد على عبارة "الفعل أبلغ من القول"؛ فالفرد لا يتعلم إلَا من تجاربه، ومهما روى الأخرون تجاربهم على مسامعه، إلَا أنَ قوتها التأثيرية ليست كالتجربة الشخصية؛ التي تعتبر بمثابة فرصاً تدريبيةً تُشكل لدى الفرد القدرة على التعامل مع مواقف مشابهة بصورة دقيقة، وأقرب ما تكون للمثالية.
4- النجاح والفشل: ففي الأولى وسيلة تحفيزية للاستمرار بالعطاء وبالتالي تكوين شخصية قادرة على معرفة أسرار النجاح واتباعها، وفي الثانية وسيلة لتمييز الخطأ من الصواب ومعرفة نقاط الضعف لمعالجتها، ونقاط القوة للتركيز عليها، ويمكن القول أنَها تلتقي في ذلك مع النقطة السابقة.
5- الجانب الثقافي: وهنا العلاقة طردية ؛ فكلما زادت ثقافة الفرد أصبحت لديه القدرة على النظر إلى الأمور من منظورها الصحيح، وبدورها تُشكل شخصية متزنة مرنة، وأكثر وعياً.
6- البيئة المجتمعية: هناك مقولة تقول " الإنسان ابن بيئته" يؤثر ويتأثر بها؛ فعادات المجتمع وتقاليده تعتبر عناصر ضبط لسلوكات الفرد؛ بناءً عليها يُحدد ما هو مقبول منها اجتماعياً وما هو مرفوض، وهنا لابَد أيضاً من الإشارة إلى أنَ الأفراد المنتمين لبيئةٍ اجتماعيةٍ داعمة يتمتعون بقدر عالٍ من الثقة.
أنواع الشخصية:
تُصنف الشخصية لعدة أنواع بحسب السلوكات التي تظهر على الفرد؛ والتي تعتبر كعلامات دالة (سواء أكانت إيجابية أو سلبية)، على طبيعة الشخص، وأسلوب تفكيره ونظرته للآخرين وللحياة أيضًا، وفي الحديث عن أنواع الشخصية، لابَد من الإشارة إلى السمات التي يُمكن من خلالها الحكم على الشخصية وتحديد نمطها، فقد وُضعت تلك السمات في أربع مجموعات(كل سمة وما يقابلها) كالتالي[٣]
المُنفتح - المتحفظ
حيثُ تُشير سمة المنفتح للأشخاص الذين يسعون دوماً للمشاركة بالنشاطات التي تسمح لهم بتكوين أكبر شبكة من العلاقات الاجتماعية، وبشكلٍ أدَق يستمدون طاقتهم من الخارج. أمَا سمة المتحفظ؛ فقد تُعبِر عمَن يستمدون طاقتهم من أنفسهم وذلك عن طريق التفكير والتأمل دون مشاركة الآخرين بذلك.
الحدس - الاستشعار أو الحس
وتُمثل السمة الأولى الأشخاص الذين يهتمون بالمستقبل، ويقومون بوضع ودراسة الاحتمالات الخاصة بكل ما يشغل تفكيرهم فيما يتعلق بالقادم. وفيما يتعلق بالسمة المقابلة فهي تُمثل المهتمين بالحاضر.
العقلي(التفكير)- الوجداني(الشعور)
وهذا البُعد مرتبط بكيفية اتخاذ القرار، أو ما الأساس الذي اتُخِذ القرار بناءً عليه؛ فالجانب الأول يُشير إلى أنَ المنطق أساس اتخاذ القرار أو إطلاق الحكم، أمَا الآخر فالأساس فيه مجموعة القيم التي يؤمن بها الفرد.
التحكيم - الإدراك
ويُشير الجانب الأول إلى الأشخاص المنظمين(التخطيط أساس حياتهم)، ولا مجال للعشوائية في إدارة أمورهم، أمَا الإدراك فيُشير إلى العشوائيَن التلقائيين.
المراجع
- ↑ Murat Akin (13/1/2011), "Predicting Consumers’ Behavioral Intentions with Perceptions of Brand Personality: A Study in Cell Phone Markets", International Journal of Business and Management, Issue 6, Folder 6, Page 194. Edited.
- ↑ Amandeep Singh (30/12/2014), "Psychological factors affecting personality development", International Journal of Physical Education, Sports and Health, Issue 3, Folder 1, Page 79. Edited.
- ↑ Khaterine George (20/8/2019), "A Breakdown Of The Myers-Briggs Personality Types", activebeat, Retrieved 23/12/2021. Edited.