الشخصية الهوائية في علم النفس

مفهوم الشخصية الهوائية

يعتبر مصطلح الشخصية الهوائية مرادفًا لمصطلح الشخصية المزاجية، ويُستخدم لوصف أحد أنواع الشخصيات الذي يمتاز بتقلباته المزاجية، التي تؤدي إلى تغيرٍ ملحوظٍ ومتكرر في تصرفاته ومشاعره، ومن الأمور الأخرى التي تميز هذه الشخصية إصابتها المفاجئة بالغضب والإحباط، أما عن تسمية الشخصية الهوائية بهذا الاسم؛ فهي مأخوذة من "الهواء" لما يتسم به من تقلبٍ في الحال ولا يكون في الحسبان، فتارةً قد يكون الهواء هادئًا، ليشتد بعدها على حين غفلة، تمامًا كمزاج الشخصية الهوائية.^[١]

سمات الشخصية الهوائية

تتسم الشخصية الهوائية متقلبة المزاج بالعديد من السمات، والتي من أبرزها الآتي:^[٢][٣]

• الحساسية تجاه النقد: تعتبر الشخصية الهوائية أنّ مصارحة الآخرين لها بالأخطاء التي ترتكبها إساءة مُطلقة وهجوم شخصي متعمد في حقها، وكثيرًا ما يساورها الشك بخصوص النوايا الحقيقية للآخرين ممن تتفاعل معهم.
• الميل للعزلة وقلة الأصدقاء: في كثيرٍ من الأحيان، يتجنب الناس الشخصية الهوائية بسبب تقلباتها المزاجية المتكررة، وبسبب شعورهم بالإساءة منها، وأنهم غير مجبرين على تحملها؛ الأمر الذي يُنقص من الأصدقاء في حياة هذه الشخصية، ويدفعها للعزلة.
• الافتقار إلى الصبر والتسامح: تكره الشخصية الهوائية ألا تسير الأمور وفقًا لخطتها، كما أنّ مستوى الصبر لديها منخفض، ولا تتجاوز الأمور بسهولة، وتشعر بالانزعاج من أبسط الأمور التي لا توافق هواها.
• مشاكل الغضب: لا تتهاون الشخصية الهوائية في الشعور بالغضب بسبب أبسط الأشياء، وقد تصب جام غضبها على من حولها في مثل هذه الأوقات، وتقول أشياءً تؤذي مشاعرهم.
• التهور في القرارات: التفكير قبل اتخاذ القرارات ليس من سمات الشخصية الهوائية؛ فهي من الشخصيات المندفعة في قراراتها، والتي سرعان ما تندم عليها، لأنها تكون في كثيرٍ من الأحيان قرارات خاطئة وليست في محلها.
• كره الإجبار على الأمور: تحب الشخصية الهوائية أن تحظى بالخصوصية والحرية، ولا يستطيع أحدٌ إجبارها على القيام بأي أمرٍ لا تقتنع به أبدًا، ولا يتوافق مع حالتها المزاجية.
• هشاشة المشاعر: ما لا يعرفه كثيرون أنّ الشخصية الهوائية حتى وإن بدت قوية من الخارج إلا أنها هشة المشاعر، وتتأذى من أبسط الأشياء وأقلها تأثيرًا، وقد يجعلها هذا الأمر تشعر بأنها ضحية الموقف؛ فالشخصية الهوائية حساسة في أعماقها، وقد تكون محبةً ومهتمة بالآخرين، لكنها لا تعرف كيف تعبر عن حقيقتها.
• مشاكل العلاقات والعمل: تجد الشخصية الهوائية صعوبةً في التأقلم مع بيئة العمل ومع الآخرين بسبب طبيعتها؛ الأمر الذي يسبب في كثيرٍ من الأحيان مشاكل لها على الصعيد الوظيفي والاجتماعي.

طرق التحكم بانفعلات الشخصية الهوائية

تستطيع الشخصية الهوائية ضبط نفسها والتحكم بانفعالاتها باتباع عددٍ من الأساليب، والتي منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يلي:^[٤]

• الحفاظ على حالة الوعي: عندما تفرض الانفعالات نفسها على أصحاب الشخصية الهوائية، فإنهم قد يبدأون بالكلام والتصرف دون وعي، لهذا فإن أساس المشكلة في هذا السياق يكمن في قبول الشخصية الهوائية الانسياق وراء هذه الانفعالات والتخلي عن الوعي، من خلال تجاهلها قدرتها على ضبط النفس، وبناءً على هذا، يجب على الشخصية الهوائية ممارسة الحفاظ على الوعي في جميع المواقف، وعلى الرغم من الصعوبة التي قد تواجهها في البداية، إلا أنّ تكرار المواقف سيجعل منها عادة سهلة مع مرور الوقت.
• التقييم الذاتي: من المهم أن تتوقف الشخصية الهوائية بين الفينة والأخرى مع نفسها وتعمل على تقييم ذاتها وسلوكها مع الآخرين وفي البيئة المحيطة؛ فمثل هذه المواجهة تساعد الشخصية الهوائية على إدراك مواطن الخلل في نفسها، ومعالجتها بالطريقة الصحيحة.
• الالتزام بالأخلاق: إنّ الاتصاف بالشخصية الهوائية لا يعتبر حجة تبرر التخلي عن الأخلاق العامة وآداب السلوك؛ لهذا يجب دائمًا وفي كل المواقف الالتزام بها، ومن أشكال الأخلاق التي تعتبر مهمة للشخصية الهوائية: تجنب الغضب على الآخرين أو مقاطعتهم أثناء الكلام، إلى جانب استخدام الكلمات التي تنم عن الأدب، مثل "شكرًا" و "لو سمحت".
• البحث عن الخير في الآخرين: على الشخصية الهوائية أن تتخلى عن نظرتها السلبية والشكوكية تجاه الآخرين، أن تعي أنّ الخير موجودٌ في الناس، وأنهم لا يقصدون لها الشر والأذية دائمًا، ويمكن تحقيق هذا من خلال الانخراط مع الأشخاص من أصحاب السلوكيات والمبادئ السوية، الذين يمتد تأثير طاقتهم الإيجابية على الآخرين من حولهم.

طرق التعامل مع الشخصية الهوائية

من الطرق التي يمكن اتباعها عند التعامل مع الشخصية الهوائية ما يلي:^[٥]

• تفهم وضع الشخصية الهوائية، وأنها لا تقدر في كل الأوقات على التحكم في انفعالاتها، وعدم اعتبار كل ما تقوم به إساءة شخصية.
• تجنب الانصياع للشخصية الهوائية إذا استخدمت تقلباتها المزاجية كوسيلة لتحقيق ما تريد؛ لأن مسايرتها في هذه الحالة سيؤدي بها إلى تكرار هذا الأسلوب مرة أخرى.
• عدم مقابلة انفعالات الشخصية الهوائية الغاضبة بانفعلات غاضبة مماثلة، والحفاظ على الهدوء بدلاً من ذلك.
• تجاهل المزاج السلبي عند الشخصية الهوائية، وعدم السماح له بالتأثير علينا وعلى سير حياتنا اليومية.
• مواجهة الشخصية الهوائية بحالتها، وعدم التردد في ذلك إذا تجاوزت حدودها بحجة الشعور بالخجل منها، وإخبارها بها بأسلوب لطيف وهادئ، تشعر من خلاله أنّ هناك من يرغب بمساعدتها، وليس مجرد انتقادها.