الشخصية المزاجية
يستخدم مصطلح "الشخصية المزاجية" للإشارة إلى كل فرد يعاني من تغيرٍ شديد في السلوك والمشاعر، وبشكلٍ مفاجئ،[١] ويقف وراء ظهور هذا النوع من الشخصيات عدد من العوامل، والتي ندرج أهمها في النقاط التالية:[٢][٣]
العادات الغذائية الخاطئة
ترتبط العادات الغذائية الخاطئة والأنظمة الغذائية غير السليمة بالتقلبات المزاجية التي يتعرض لها الفرد وتؤثر على حالته العامة؛ فالشخص يُصبح نزقًا وسريع الغضب عندما ينخفض مستوى السكر في دمه بسبب الجوع، كما أنّ تناول الأغذية المليئة بالسكريات والدهون تجعل الإنسان يعاني من تقلبات المزاج، بسبب تأثيرها على مراكز المتعة في الدماغ، تمامًا كتأثير المواد الممنوعة عليه.
الاضطرابات النفسية
هناك حالاتٌ قد تكون فيها حالة الشخصية المزاجية مرتبطة بإصابتها باضطراباتٍ نفسية تسبب تقلبًا في المزاج، وفي النقاط التالية استعراضٌ لهذه الاضطرابات:
- اضطراب الاكتئاب الشديد (Major depressive disorder): يُعرف هذا الاضطراب باختصاره (MDD)، ويراود فيه شعور الحزن الإنسان لمدة ليست بالقصيرة أبدًا.
- الاضطراب ثنائي القطب (Bipolar disorder): تؤدي الإصابة بهذا الاضطراب النفسي إلى تقلب المزاج بين الإحباط والحزن الشديدين، وبين الفرح والسعادة العارمة.
- الاكتئاب الجزئي (Dysthymia): من التسميات الأخرى لهذا النوع من الاكتئاب: الاكتئاب المزمن، واضطراب عسر المزاج، والاكتئاب العصابي، والاكتئاب الخفيف، والاضطراب الاكتئابي المستديم، وهو من أشكال الاكتئاب المستعصية، الذي تؤثر أعراضه على مزاج الإنسان.
- دوروية المزاج (Cyclothymic disorder): يُعرف هذا الاضطراب أيضًا باضطراب المزاج الدوروي، ومن أعراضه التقلبات المزاجية المنخفضة والمتصاعدة، ولكنّ مستواها يكون أقل مما هي عليه في الاضطراب ثنائي القطب.
- اضطراب الشخصية (Personality disorders): عندما يعاني الفرد من اضطراب الشخصية؛ فإن حالته المزاجية تتقلب بشكلٍ سريعٍ وواضح، وخلال مدة زمنية محدودة جدًا.
البيئة المُحبطة
إنّ مزاج الإنسان يتأثر بشكلٍ مباشر بالبيئة المحيطة به بناءً على طبيعتها؛ فعندما يكون محاطًا بأشخاص لهم تأثيرٌ سلبي عليه ويبثون فيه الطاقة السلبية ويوجهون له الرسائل الهادمة دائمًا، فإن مزاجه سيصبح متقلبًا على الأغلب، على عكس الأشخاص الإيجابيين، الذين يشعر الفرد بالسعادة واستقرار المزاج في حضورهم.
قلة النوم
يؤدي عدم حصول الشخص على كفايته من النوم إلى تحوله إلى شخصٍ متقلب المزاج؛ فاضطرابات النوم تؤثر على ما في الدماغ من مواد كيميائية، بالإضافة إلى تأثيرها على هرمونات الجسد، مما يجعل مزاج الشخص يتقلب ويثور على أبسط الأشياء وأقلها أهمية، بسبب فقدان الإنسان القدرة على ضبط أعصابه والتحكم بردود الأفعال على المواقف.
سمات الشخصية المزاجية
تتسم الشخصية المزاجية بعدد من السمات، تشبه إلى حدٍ كبير الشخصية الهوائية، والتي نذكرها في النقاط التالية:[٤][٥]
- اختلاق المشاكل مع الآخرين: تختلق الشخصية المزاجية الخلافات مع الأشخاص المقربين منها، مثل زملاء العمل، والأصدقاء، وأفراد العائلة، وتفرغ فيهم مشاعرها السلبية.
- الشعور المستمر بالتوتر: الشخصية المزاجية تشعر بالتوتر أغلب الأوقات، بالإضافة إلى الشعور بالقلق، كما تُترجم هذه المشاعر فعليًا إلى سلوكيات.
- صد الآخرين: إنّ تجنب الآخرين الذي تقوم به الشخصية المزاجية لا يشبه بأي شكلٍ من الأشكال الوقت الخاص الذي يحتاج إليه الشخص في حالته الطبيعية لإعادة ترتيب أفكاره بعيدًا عن الآخرين؛ حيث ترفض الشخصية المزاجية نوايا الآخرين ومبادراتهم للمساعدة أو التحدث بشكلٍ كامل ودائمًا.
- قلة العلاقات الاجتماعية: يميل الأشخاص إلى تجنب الشخصية المزاجية، وتجنب قضاء الوقت معها، بسبب حدة طباعها، وجعلهم يشعرون بالتوتر في حضورها، إلى جانب الحرص الدائم في كل قولٍ وفعل لتجنب إثارة غضبها وانفعالاتها.
- عدم التعاطف: لا تلقي الشخصية المزاجية في كثيرٍ من الأحيان بالاً لمشاعر الآخرين، وتتسبب في جرحها من خلال تعليقاتها المسيئة التي تقولها دون تفكير.
طرق احتواء سلوك الشخصية المزاجية
تستطيع الشخصية المزاجية التحكم بنفسها واحتواء تصرفاتها من خلال عددٍ من الطرق، والتي تشمل الآتي:[٦]
- ممارسة التمارين الرياضية: تساعد ممارسة الرياضة على إنتاج هرمون الإندورفين (بالإنجليزية: Endorphin)، والذي يساهم بدوره في استقرار الحالة المزاجية، ومساعدة الفرد في السيطرة على مشاعر القلق والتوتر، بالإضافة إلى أنّ الرياضة تقلل من التقلبات المفاجئة في الحالة المزاجية بشكل عام.
- كتابة الملاحظات عن الحالة المزاجية: في هذه الطريقة، يتابع الفرد حالته المزاجية، ويدون ما يلاحظه عليها بشكلٍ يومي، وتكمن أهمية هذه الطريقة في أنها تساعده على اكتشاف الأمور التي تثير الحالة المزاجية لديه، كي يقوم بعلاجها وضبطها.
- ضبط ساعات النوم: يجب أن يحصل الأفراد من أصحاب الشخصيات المزاجية على كفايتهم من ساعات النوم يوميًا، لما للنوم من أهمية كبيرة، تكمن في إمداد الجسد بالطاقة، وتحسين الشهية، وتقليل مشاعر الإحباط والحزن.
- تنظيم الوقت: عندما يضع الشخص لنفسه جدولاً يوميًا ينظم فيه مهامه؛ فإن فرصة الإصابة بالتقلبات المزاجية بسبب التعرض للضغوطات تقل.
- الغذاء الصحي: لاحتواء الشخصية المزاجية، يجب التقليل من استهلاك الكافيين والسكر، واستبدال الأطعمة غير الصحية بأخرى مليئة بالعناصر الغذائية المفيدة والضرورية.
المراجع
- ↑ angry without any warning. "Definition of 'moody'", collinsdictionary, Retrieved 8/9/2022. Edited.
- ↑ "6 Possible Reasons You’re So Damn Moody", self, Retrieved 8/9/2022. Edited.
- ↑ "What Can Cause Rapid Shifts in Mood?", healthline, Retrieved 8/9/2022. Edited.
- ↑ "5 Signs You Are a Moody Person", nemadrayven.medium, Retrieved 8/9/2022. Edited.
- ↑ "7 SIGNS OF EXCESSIVE MOODINESS", lifestyle.allwomenstalk, Retrieved 8/9/2022. Edited.
- ↑ "Mood Swings", goodtherapy, Retrieved 8/9/2022. Edited.