الشخصية القلقة في علم النفس

تعريف الشخصية القلقة

يعتبر الشعور بالقلق من حين إلى آخر من الأمور الطبيعية في الحياة، وهو قد يتعلق بأمور عدة مثل الأمور المالية، أو أمور العمل، أو الأسرة، إلا أن القلق المستمر والخارج عن السيطرة يعتبر في كثير من الأحيان حالة سريرية تحتاج إلى علاج فوري، وبشكل عام يمكن تعريف القلق أو الشخصية القلقة (بالإنجليزية: Anxious Personality) وفقًا لمايو كلينك بأنها الشخصية التي تشعر بالقلق والخوف الشديد والمفرط والمستمر بشأن المواقف اليومية المختلفة، أي أن الخوف أو القلق لديها تصعب السيطرة عليه على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، وقد يصل الأمر إلى الإصابة بنوبات هلع أو فقدان القدرة على العمل بشكل طبيعي في المنزل أو العمل.^[١]

صفات الشخصية القلقة

تتميز الشخصية القلقة بعدد من الصفات والمميزات، ومنها:^[٢]

التفكير المفرط

يعد الإفراط في التفكير من أبرز الأمور الدالة على الشخصية القلقة، فالتفكير المفرط في كل قرار وفي كل خطوة يتم اتخاذها قد يؤدي إلى القلق، وهو يعد من العلامات البارزة عليه، وأحياناً قد يشمل الإفراط في التفكير التفكير بما تم قوله سابقاً، أو بما سيتم قوله، أو بما لا يجب قوله، وهو يؤدي إلى الإفراط في تحليل المواقف أيضاً.^[٢]

السعي نحو الكمال

قد يؤدي القلق إلى السعي المبالغ فيه نحو جعل كل شيء مثاليًا في العالم من حول الفرد، وهو لا يعني الرغبة في القيام بالعمل بشكل جيد، وإنما الرغبة بإنجاز العمل بشكل مثالي، وذلك قد يؤدي إلى الشعور بالقلق حتى من أصغر الأمور وأتفهها، والخوف المبالغ فيه من الوقع في الأخطاء، وقضاء وقت أطول في تحقيق المهمات.^[٢]

مقاومة التغيير

يصعب على الأشخاص الذين يعانون من الشخصية القلقة عادة تغيير نمط حياتهم، أو عند تجربة شيء جديد، إذ عادة ما يدفع الفرد إلى التركيز على النتائج السلبية المحتملة المرافقة للتغيير، فالتغيير البسيط يعني الخروج من منطقة الراحة الخاصة بهم.^[٢]

التعاطف

تتصف الشخصيات القلقة عادة بأنها شخصيات متعاطفة، وهي تسعى دائماً لجعل الناس من حولهم يشعرون بالرضا عن أنفسهم، كما أنها ترغب في جعل كل شيء أفضل، وهم مهووسون بتفاعلاتهم الاجتماعية، وقد يشعرون بالذنب أو الإحراج من الأخطاء الصغيرة.^[٢]

كيفية التعامل مع الشخصية القلقة

يمكن مساعدة الشخصية القلقة على تجاوز مشكلتها عبر اتباع الخطوات الآتية:^[٣]

• قراءة الكثير من المعلومات عن أنواع القلق وأعراضه المختلفة، للحصول على المعرفة الجيدة، وفهم ما يمرون به، وهذا الأمر قد يساعد على التعاطف معهم وتحديد الأوقات التي يحتاجون فيها إلى مزيد من الدعم.
• التحدث معهم والتخفيف عنهم: قد يساعد التحدث مع الشخصية القلقة على التخفيف من أعراض القلق لديهم، فوجود أشخاص من حولهم يهتمون لأمرهم، ويستمعون لما يشعرون به، قد يساعد على تخفيف الشعور بالقلق لديهم.
• تجنب التحدث أمامهم او معهم عن الأمور التي تثير القلق لديهم.
• منح الشخصية القلقة الوقت الكافي للتعافي من مشكلتها ومساعدتها على ذلك، وعدم الضغط عليها أبداً.