الشجاعة في علم النفس

مفهوم الشجاعة

تُعرَّفُ الشّجاعة في علم النّفس (بالإنجليزيّة: Courage) أنَّها قدرةُ الفرد على مواجهةِ المواقفِ والأحداث والتحدِّيات الصّعبة التي تَفرِضُ نوعًا من المخاطرة الجسديّة أو المغامرة النفسيّة والأخلاقيّة،^[١] وهي الفضيلة والعزيمة التي تُمكنِّه من الدّفاع عن نفسِه وعن الآخرين والذّود عن حقوقِه الموجَبَة، وهي بذلك تنطوي على الرَّغبة في إحداثٍ تغييرٍ حقيقيّ ضروريّ، وعلى المثابرة في مواجهة المشقّات والمخاطر المختلفة.^[٢]

أمثلة على الشجاعة

تشملُ أمثلة الشّجاعة الجسديّة والنفسيّة ما يأتي:^[١]

• إنقاذ شخص ما من خطرٍ محدق.
• التَّعامل العقلانيّ مع مرضٍ عُضال.
• الدّفاع عن شخصٍ بريءٍ يتلقّى تهديدًا أو يتعرَّضُ لابتزاز.
• تجنّب عادة مدمّرة والتغلّب على مُشلات العبوديّة النفسيّة وسيطرة المخاوف غير العقلانيّة.
• التّعبير عن رأي جريء موضوعيّ مُخالف للرأي العامّ غير الدّقيق.

مظاهر الشجاعة

تتمثّل مظاهر الشّجاعة في النّقاط الآتية:^[٣]

• أن يتبَعَ الفرد شغفَه، ويحفِّز نفسَه على القيامِ بمغامراتٍ غير اعتياديّة.
• أن يكونَ مثابرًا في مواجهة التحدّيات، ويدرّب نفسه للتغلّب على المخاطر المحتمَلة.
• أن يُدافِع عن الحقّ ضدّ الشّرور، لا كي ينتصر لِنفسه، بل لإيمانِه العميق بضرورة إحلالِ الخير.
• أن يكونَ ذا أفقٍ واسع، يُمكّنه من الخروج عن المألوف لاكتشاف بيئاتٍ وخبراتٍ جديدة.
• أن يُواجه آلامَه بإيمانٍ وصبرٍ وكرامة، ويستغلّ الظروف لصالِحِه مهما كانت.

أنواع الشجاعة

تفترضُ إحدى التّقسيمات أنّ الشّجاعة تتفرّع إلى أربعةِ أنواع، هي:^[٤]

• الشّجاعة الأخلاقيّة: هي دفاع الفرد عن معتقداتِه ومبادئه وقِيَمِه ومعاييره الأخلاقيَّة ضدّ نوعٍ من المعارَضة والتنكُّر دون إبداء اعتبار لأيّة عواقب سلبيّة محتمَلة.
• الشّجاعة الفكريّة: هي نوعٌ من تجاوزِ الأفكار القديمة المبنيّة على أساساتٍ غير دقيقة، والاعتراف بالأفكار الجديدة ذات الدقّة مُستقاة من المصادر المعرفيّة والخبرات المكتسبة.
• الشّجاعة المنضبطة: يُعنى هذا النّوع بوضع استراتيجيّة ومركزيّة لِمواجهة المعارضة المستمرّة، والوصول إلى منطقة التصرّف السّليم والهادف والمدروس.
• الشّجاعة المتعاطفة: أو الوجدانيّة، وهي أن يتقبَّل الفرد الآخرين متجنِّبًا فرض تحيّزاته وافتراضاته الشخصيّة عليهم، والتخلّي عن شعور الكمال الذي يمنعه من تعلّم تجارب جديدة.

القيم المرتبطة بالشجاعة

ترتبط الشّجاعة بمجموعةٍ من القِيم ونقاط القوّة، أبرزُها ما يأتي:^[٢]

• النّزاهة: تفترض النّزاهة أن يكونَ الفردُ الشّجاع صادقًا مع نفسِه، مؤمنًا بقِيمه ومُثله ومستعدًّا للدّفاع عنها، وهو عنصرٌ يمتثلُ له السّلوك فيقوّمه ويصحّحه ويُتيح لصاحبِه أن يحقّق الفاعليّة في حياتِه كي يعيشَها بأصالة.
• الإصرار: ويرتبط بالمثابرة والجدّ والاجتهاد ليكونَ مفهوم الشّجاعة حاضرًا في الأوقاتِ كلّها؛ فهو لا يدور حول برهةٍ واحدة من الزّمن، إنّما تتجلّى معانيه في حياة الفرد عامّةً.
• الحيويّة: وهي أن يُطلق الفرد العنانَ لنفسِه بأن يكونَ على استعدادٍ دائمٍ للنّجاح أو الفشل في كلّ ما يُقاربه، وأن يهيّئ نفسه أن يتقبّل ويتكيّف مع العواقب والنّتائج كافّة لأيّ مغامرة جديدة.
• اسعادة السّيطرة: وتتمثّل في السّيطرة على الذات، وطرح تفسيرات منطقيّة وموضوعيّة لإخفاقاتها إن أخفقت، دون إيعازها لأسبابٍ خارجيّة دائمًا.