الخوف من الظلام في علم النفس

أسباب الخوف من الظلام في علم النفس

الخوف من الظلام (بالإنجليزية: Nyctophobia)؛ هو أحد أشكال الرهاب المحدد حسب تصنيفات علم النفس لأنواع الخوف، ويشير إلى حالة الخوف الشديد والمفرط من الظلام، والذي يرتبط بشكل مباشر بمشاكل النوم، من خلال تسببه للمصابين به بنوبات الهلع أثناء الليل، إلى جانب حالات رهاب النوم والأرق عند محاولة النوم، وتجدر الإشارة إلى أنّ الخوف من الظلام لا يستثني بإصابته أيًا من الفئات العمرية، إلا أنه شائع أكثر عند الأطفال،^[١] أما أسباب الإصابة بالخوف من الظلام، فهي كالآتي:^[٢]

• التعرض للإساءة في الليل: يرتبط الخوف من الظلام عند البعض بتعرضهم للإساءة في أوقات الليل، ولا سيما الأطفال، ومن أشكال هذه الإساءة: النفسية، والجسدية، والجنسية، واللفظية؛ الأمر الذي يسبب لهم الهلع، ويجعلهم يربطون ما تعرضوا له بوقت حصوله.
• الوراثة من الأهل: في العديد من حالات الخوف من الظلام، يكون السبب فيها اكتساب هذا الخوف من الأهل، الذين يعانون منه أيضًا، فالأفراد في المراحل المبكرة من حياتهم، يكتسبون جزءًا ليس بالهين من عواطفهم وردود أفعالهم على الأشياء من أهلهم، الذين يعتبرونهم القدوة الأولى لهم في كل شيء، والخوف أحد هذه الأمور التي لا يمكن توقع استثنائها.
• الاضطرابات العقلية: قد يكون السبب وراء الإصابة بالخوف من الظلام متعلقًا بتداخل الأمراض والاضطرابات العقلية مع بعضها الآخر، ومن الأمثلة على هذه الحالات التي قد يصاب من يعانون بها بالخوف من الظلام: اضطراب القلق من الانفِصال، ورهاب الانفراد أو الوحدة.
• الصدمات المبكرة: عندما يتعرض الأطفال لصدماتٍ مبكرة في طفولتهم، وتترك من دون علاج، فإنها تسبب لهم مشاكل تتعلق بالنوم، ومع مرور الوقت، قد تتفاقم هذه المشاكل لتصبح خوفًا من الظلام، الذي تربطه عقولهم بوقت النوم الذي يحين في الليل.

مُثيرات الخوف من الظلام في علم النفس

تُعرف مُثيرات الخوف من الظلام على أنها المواقف والأشياء التي تُثير شعور الخوف من الظلام عند من يعانون به، وفي القائمة التالية ندرج أبرزها:^[٣]

• الاستعداد للذهاب إلى السرير من أجل النوم.
• مراقبة غروب الشمس.
• تخيل الظلام والتفكير به.
• محاولة الخلود إلى النوم في أوقات الليل.
• إطفاء الأضواء.
• مشاهدة مقاطع تظهر أوقات الليل في البرامج والأفلام.
• دخول الأماكن المظلمة.

أعراض الخوف من الظلام في علم النفس

يمكن تقسيم أعراض الخوف من الظلام إلى قسمين، هما: الأعراض الجسدية، والأعراض النفسية، وتاليًا توضيح لها:^[٤]

الأعراض الجسدية للخوف من الظلام

الأعراض التالي ذكرها تظهر خارجيًا على المصابين بالخوف من الظلام، وهي كالآتي:

• اضطراب درجة حرارة الجسم
• الإصابة بالدوخة أو بالدوار.
• الشعور بألم أو ضيق في الصدر.
• صعوبة التنفس.
• تعرق الجسد.
• اضطراب المعدة.
• خفقان القلب بسرعة.
• الشعور بالوخز في الجسم، أو الارتعاش فيه.

الأعراض النفسية للخوف من الظلام

أما الأعراض النفسية التي ترافق الخوف من الظلام، فيشعر فيها الإنسان داخليًا، وتشمل ما يلي:

• الإحساس بسيطرة الخوف على النفس بشكلٍ كامل، والعجز عن القيام بأي شيء.
• عدم القدرة على التحكم بالأعصاب، وفقدان السيطرة عليها.
• الرغبة الملحة في الهرب من الظلام ومن المكان الذي يسود فيه.
• الشعور باقتراب الموت، أو فقدان الوعي.
• الإصابة بالذعر وبالقلق الشديد جدًا.
• الشعور بالانفصال عن الواقع والذات.

علاج الخوف من الظلام في علم النفس

يمكن علاج الخوف من الظلام عن طريق العلاج النفسي السلوكي، وبتطبيق استراتيجياته العلاجية التالية:^[٥]

• العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive behavioral therapy): يجري في العلاج السلوكي المعرفي من العلاج تعويد الفرد وإقناعه بسلامة التعرض للظلام، حتى تتشكل لديه قناعة في النهاية بهذه الفكرة ويدركها، ويكون قادرًا على التواجد في الظلام دون خوف.
• إزالة الحساسية المنهجية (Systematic desensitization): في هذه الطريقة العلاجية، يتم تعريض المصاب بالخوف من الظلام إلى الظلام بشكل تدريجي، حتى يبدأ بالاعتياد عليه، بالإضافة إلى أنه يتم فيها تعليمه كيفية السيطرة على الأعراض التي تظهر بسبب التعرض للظلام.
• العلاج بالواقع الافتراضي (Virtual reality): يتعرض المصاب بالخوف من الظلام في تقنية العلاج هذه إلى الظلام من خلال سماعة رأس الواقع الافتراضي، أو شاشة جهاز الكمبيوتر.
• العلاج السلوكي بالغمر (Flooding): يجري في هذا الشكل من العلاج زيادة تعرض المصاب بالخوف من الظلام بشكلٍ بطيء إلى الظلام، مع تعليمه في نفس الوقت تقنيات خفض مستويات القلق المرافقة لهذا الشعور.