أنواع الذاكرة في علم النفس المعرفي

يُعرف علم النفس المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive Psychology) على أنه ذلك الفرع من علم النفس، والذي يختص بدراسة العمليات العقلية الداخلية، بما في ذلك التفكير، والإدراك، والانتباه، والذاكرة، واللغة، والتعلم، وحل المشكلات، كما يُعرف أيضًا على أنه الدراسة العلمية للعقل، والتي تعتمد على طريقة معالجته للمعلومات التي يتلقاها من العالم الخارجي، بالإضافة إلى كيفية فهم تلك المعلومات.^[١][٢]

مفهوم الذاكرة في علم النفس

تُصنف الذاكرة على أنها واحدة من العمليات التي تجري في الدماغ، وهي إدراك المعلومات، وتخزينها، واسترجاعها، والتعرف عليها، وتُعد الذاكرة مؤشرًا على تعلم الإنسان شيئًا ذا معنىً، كما تُعرف الذاكرة أيضًا على أنها عملية الاحتفاظ بالمعلومات لفترة زمنية، وهي أيضًا قدرة الإنسان على توظيف تجاربه السابقة لتحديد مسار حياتهِ في المستقبل.^[٣][٤]

أنواع الذاكرة في علم النفس المعرفي

إنّ للذاكرة 3 أنواع رئيسية، وتاليًا استعراضٌ لأهم تفاصيل كل واحدةٍ منها:^[٥][٦]

• الذاكرة الحسية (Sensory Memory): تُخزن هذه الذاكرة المعلومات التي يستوعبها الدماغ من خلال الحواس لفترة قصيرة جدًا، لا تتجاوز في المجمل نصف ثانية للمعلومات المرئية، وثلاث إلى أربع ثوانٍ للمعلومات السمعية، وينتبه الناس عادةً إلى جوانب معينة من المعلومات التي تستوعبها الذاكرة الحسية، أما في حالة انتباههم إلى ما استوعبته من معلومات بشكلٍ أعمق؛ فإن هذا يؤدي إلى تمرير بعض هذه المعلومات إلى النوع الثاني من الذاكرة لتُصنف ضمنها، ألا وهي الذاكرة قصيرة المدى.
• الذاكرة قصيرة المدى (Short-Term Memory): تُعرف أيضًا بالذاكرة النشطة، وتمثل المعلومات التي يُدركها الشخص أو يفكر فيها حاليًا، ويعتبر علم النفس الفرويدي الذاكرة قصيرة المدى ممثلةً للعقل الواعي، وتتولد فيها المعلومات نتيجة الانتباه إلى المعلومات في الذاكرة الحسية، وفي الوقت الذي تتعرض فيه المعلومات في الذاكرة قصيرة المدى للنسيان بسرعة؛ فإن الانتباه لها يؤدي لانتقالها إلى النوع الثالث من الذاكرة، وهي الذاكرة طويلة المدى، وتجدر الإشارة إلى أنّ مدة احتفاظ الذاكرة النشطة بالمعلومات يتراوح من 20 إلى 30 ثانية تقريبًا.
• الذاكرة طويلة المدى (Long-Term Memory): يُقصد بالذاكرة طويلة المدى التخزين المستمر للمعلومات، وتُسمى في علم النفس الفرويدي الذاكرة طَليعَةُ الشُّعور أو ما قبل الشعور (بالإنجليزية: Preconscious) وذاكرة اللاوعي (بالإنجليزية: Unconscious)، وتكون المعلومات في الذاكرة طويلة المدى خارج نطاق وعي الإنسان، ولكن يمكن استرجاعها عند الحاجة، وهناك ذكرياتٌ طويلة المدى يسهل استرجاعها، في حين أنّ هناك ذكريات أخرى قد يكون من الصعب الرجوع إليها.

مراحل الذاكرة في علم النفس المعرفي

تتعامل الذاكرة مع المعلومات بناءً على 3 مراحل، وهي:^[٧]

• الترميز (Memory Encoding): عندما تصل المعلومات إلى نظام الذاكرة من خلال المُدخلات الحسية (الحواس)؛ فإنها تقوم بتغيير شكلها حتى يسهل تخزينها، ويُطلق على هذه العملية "الترميز"، والتي تُشبه إلى حد كبير تغيير العملات عند زيارة دولٍ مختلفة حتى تسهل الإقامة والتجول فيها، وتقوم الذاكرة بتغيير المعلومات من خلال 3 طرق، وهي: الطريقة المرئية، والطريقة الصوتية، والطريقة الدلالية، والتي تتعلق بالمعنى الضمني.
• التخزين (Memory Storage): تقوم الذاكرة بعد ترميز المعلومات بتخزينها، ويختلف نوع هذا التخزين بين قصير المدى أو طويل المدى، ويعتمد تخزين المعلومات على عدة عوامل، من أهمها حجم ونوع المعلومات المحفوظة.
• الاسترجاع (Memory Retrieval): في هذه المرحلة، يجري إخراج المعلومات واستعادها من المكان الذي تمّ تخزينها فيه، ولا يمكن استعادة جميع المعلومات من التخزين؛ إذ أنّ هناك معلومات لا يقدر الإنسان على استرجاعها.