مفهوم علم نفس الطفل

علم نفس الطفل (بالإنجليزية: Child psychology) هو فرع متخصص من علم النفس، يهتم بدراسة الخصائص النفسية للأطفال، بالإضافة إلى تشخيص ما قد يعاني بعضهم منه من حالات الصحة العقلية، بغرض علاجها، ويُعرف علم نفس الطفل كذلك على أنه دراسة الوعي واللاوعي عند الأطفال، بهدف فهم طبيعة النمو العقلي لديهم، عبر ملاحظة الطريقة التي يتفاعلون من خلالها مع أهلهم، وأنفسهم، والعالم من حولهم، ويعمل الأطباء النفسيون المتخصصون في علم نفس الطفل في القطاعات والمؤسسات التي تهتم بالنمو الصحي للأطفال، والتي تعالج الحالات التي يعاني فيها الأطفال من مشاكل لها علاقة بالصحة العقلية، أو يعانون من مشاكل تعليمية، أو سلوكية، أو عاطفية، مثل المنظمات والمؤسسات الحكومية وغير الربحية، والعيادات الخاصة، والمستشفيات، والمدارس.[١][٢]


مجالات اهتمام علم نفس الطفل

يهتم علم نفس الطفل، في دراستهِ وتناولهِ لحالات الأطفال المختلفة، بخمسة أمور أساسية، نستعرض أهم تفاصيلها فيما يلي:[٣]

  • التطور: لا يركز علم نفس الطفل على جانب واحد من التطور دون الجوانب الأخرى؛ فهو يهتم بدراسة التطور عند الطفل بمختلف أشكاله، والتي تشمل التطور الجسدي، والتطور المعرفي، والتطور العاطفي الاجتماعي، وبالنسبة للتطور الجسدي، فهو يشمل التغيرات التي يتأثر بها جسم الطفل، وما يكتسبه من مهارات على إثر ذلك، أما التطور المعرفي، فيشمل اكتساب الطفل للغة، وقدرته على التفكير والخيال، في حين أنّ التطور العاطفي الاجتماعي له جانبان؛ جانب عاطفي له علاقة بتولد المشاعر عند الطفل، كمشاعر الخوف، والثقة، والفخر، وغيرها، وجانب اجتماعي له علاقة بتعلم الطفل من خلال تكوينه علاقات وارتباطات مع الآخرين.
  • المعالم النمائية: هذه المعالم هي سمات، ومؤشرات، تُستخدم لمتابعة نمو الطفل في مختلف الجوانب، المعرفية، والجسدية، والعاطفية الاجتماعية، بالإضافة إلى الجوانب التي لها علاقة باللغة والتواصل، وتكمن أهميتها في علم نفس الطفل في أنها تسمح للأخصائيين النفسيين في فهم النمو الطبيعي عند الأطفال، والتنبؤ بسلوكياتهم في سن معين، إلى جانب اكتشاف المشاكل والاضطرابات التي قد يعانون منها.
  • السلوك: من الطبيعي أن يشهد سلوك الطفل تغيرًا خلال مرحلة الطفولة، يتمثل بقيامهِ بسلوكياتٍ متهورة ومشاغبة، إلى جانب حدوث المناوشات والمشاكل مع الأهل؛ حيث تُعتبر جميع هذه الأمور عاديةً وجزءًا لا يتجزأ من النمو والتطور عند الطفل، ولكن هناك أطفال يعانون في هذه المرحلة من حياتهم من مشاكل واضطراباتٍ سلوكية، تتسم بأنها غير طبيعية، وعلى درجةٍ من الخطورة، ويهتم علم نفس الطفل بمراقبة السلوك في مثل هذه الحالات، لعلاجها ومنع تفاقمها، ومن أبرز الاضطرابات السلوكية عند الأطفال، والتي يُعنى هذا الفرع من علم النفس بها: اضطراب المعارض المتحدي، واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، والوسواس القهري.
  • العواطف: خلال مرحلة الطفولة، يبدأ التطور العاطفي، وتطور المشاعر، عند الطفل، ويستمر حتى مرحلة البلوغ، ويشتمل على إدراك وفهم ماهية المشاعر والعواطف، وتمييزها، والتحكم بها، إلى جانب دور المحفزات في إثارة المشاعر المختلفة، والاعتراف بما عند الآخرين من مشاعر، وبالنسبة لأول العواطف والمشاعر التي تتطور عند الطفل فهي الخوف، والغضب، والفرح، وبعدها يُطور الطفل مشاعر أخرى، كشعور الخجل والعار، ويتعلم الأطفال في فترةٍ لاحقة من مرحلة الطفولة طرق إدارة هذه المشاعر والتأقلم معها، وهناك أطفال ينجحون في ذلك، في حين أنّ هناك أطفال قد يجدون صعوبة في ضبط مشاعرهم وإدارتها، ولهذا يهتم علم نفس الطفل بمتابعة الحالة العاطفية لديهم، لعلاج المشاكل التي يعانون منها.
  • التنشئة الاجتماعية: من الأمور الأخرى التي يهتم بها علم نفس الطفل التنشئة الاجتماعية، والتي تتمثل بطبيعة البيئة الاجتماعية التي ينشأ فيها الطفل ويعيش، بالإضافة إلى طبيعة العلاقة بين الطفل والأفراد في هذه البيئة، وشكل تفاعلهم معه، وهم أفراد الأسرة، والأقران في المدرسة، والأشخاص في المجتمع؛ حيث هناك أطفال قد يتطور لديهم سلوك عدواني نتيجة وجود مشاكل في تفاعلهم الاجتماعي مع البيئة المحيطة، ويهدف علم نفس الطفل لعلاج مثل هذا السلوك، ومساعدة الأطفال الذين يواجهون مشاكل في التفاعل الاجتماعي.


مهام الطبيب النفسي للأطفال

هناك العديد من المهام التي يتولى المختص بعلم نفس الطفل القيام به، والتي نذكر عددًا منها فيما يلي:[٤]

  • علاج مختلف المشاكل والاضطرابات التي يعاني منها الأطفال، مثل: اضطرابات الأكل، واضطراب ما بعد الصدمة، والاكتئاب، والقصور الإدراكي، والإدمان.
  • إجراء الاختبارات التشخيصية للأطفال لمعرفة المشاكل التي يعانون منها، والتي تشمل المشاكل النفسية، والفكرية، والمعرفية.
  • تطوير البرامج التي تساهم في حماية الأطفال من مختلف المشاكل التي قد يتعرضون لها.
  • تقديم العلاج النفسي للأطفال الذين يعانون من مشاكل سلوكية، بغرض تعديل سلوكهم.


أهمية علم نفس الطفل

تتمثل أهمية علم نفس الطفل بعدد من الأمور، والتي من أبرزها ما يلي:[٥]

  • تعزيز تواصل الطفل مع الأفراد المهمين في محيطه، وتحديدًا مع والديه ومعلميه في المدرسة، من خلال تعريفهم باحتياجاته، وأهمية دورهم في حياته.
  • مساعدة الأهل على فهم سلوك طفلهم، وكشف الدوافع والعوامل الحقيقية وراء سلوكياته، التي قد توقعهم في الحيرة في بعض الأحيان ولا يفهمونها.
  • مساعدة الأطفال على تطوير العواطف والمشاعر الإيجابية، لضمان تطور عاطفي اجتماعي سليم لديهم، ومساعدهم على إدارة هذه المشاعر والتحكم بها.
  • تنمية وتطوير المهارات والقدرات المعرفية عند الأطفال، مثل مهارة حل المشكلات، والتفكير، واستخدام المنطق، واللغة.
  • اكتشاف وعلاج أي مشاكل في النمو الجسدي عند الطفل، قد تسبب له تأخرًا في اكتساب المهارات، أو مشاكل جسدية، أو تشوهات.


المراجع

  1. "How to Become a Child Psychologist", psychology, Retrieved 27/11/2022. Edited.
  2. "What is Child Psychology and why is it important?", aventis.edu, Retrieved 27/11/2022. Edited.
  3. "Child Psychology – A Vital Branch of Psychology", allassignmenthelp, Retrieved 27/11/2022. Edited.
  4. "How To Become A Child Psychologist: Salary, Education Requirements And Job Growth", forbes, Retrieved 27/11/2022. Edited.
  5. "What is Child Psychology? How it is Important for Children?", drnehamehta, Retrieved 27/11/2022. Edited.