يعد علم النفس من العلوم القديمة والحديثة في نفس الوقت، ويهتم بدراسة السلوك وكيف يؤثر العقل على سلوك الفرد، وترجع نشأة علم النفس إلى بدايات النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ويعد عامي (1861م و1879م) تاريخ استقلال علم النفس وانفصاله عن علم الفلسفة، فقد ظهر بداية من خلال محاولات للتفسيرات الفلسفية لفهم النفس البشرية والروح، والتي كانت ترمي إلى تفسير تصرفات الكائنات الحية وفهم أسبابها، وقد ذكرت مصادر عدة أن بدايات تأصيل علم النفس ترجع إلى الفيلسوف الإغريقي أرسطو، ومر هذا العلم بكثير من الحقب التاريخية؛ كالحقبة الإسلامية، والنهضة الأوروبية وصولًا إلى العصر الحديث.[١]


يعد علم النفس دراسة علمية للتجربة الواعية، وتحديد مكونات الوعي وهو انضباط يعتمد على التأثيرات الخارجية إلى جانب التأثيرات النفسية الداخلية، ويهتم علم النفس بدراسة كل ما يصدر عن الإنسان من سلوكيات لفهمهما والتنبؤ بها ليكون أكثر قدرة على التعامل مع أي متغير، ويرتبط علم النفس الحديث بالناحية الفلسفية والاجتماعية والطبية للانسان ولا يمكن عزله عنها. 


مؤسس علم النفس الحديث 

ولد مؤسس علم النفس الحديث "سيجموند فرويد" في في بلدة بريبور وهو من أصول نمساوية، ويتبع للدين اليهودي، في عام 1865 انتقل فرويد للعيش في لايبزيغ ومنها إلى فيينا بسبب ظروف عائلية، التحق فرويد بمدرسة كومونال ريل والتي كانت ولا زالت تعد من أفضل المدارس وأكثرهم شهرة. 


لقد كان تميز فرويد وذكاؤه واضحين حيث حصل على أفضل الدرجات وتخرج من المدرسة عام 1873 وتأهل لدخول كلية الطب رغم أنه لم يكن مولعًا بهذا المجال، لكنه رأى أنه السبيل الوحيد للانغماس في البحث العلمي، كان له الكثير من الابتكارات وأهمها تخصصه بالطب العصبي، ويعد من مؤسسي مدرسة التحليل النفسي وعلم النفس الحديث، ويشار إلى أن العالم الألماني "فيلهلم فونت" هو أيضًا من مؤسسي علم النفس وهو من وضع أول جهاز في خدمة البحث السيكولوجي التجريبي، وبعد ثمانية عشر عامًا أُقيم أول مختبر للدراسات السيكولوجية، وقد كانت الجهود منصبة على دفع علم النفس كعلم قائم بحد ذاته ومنفصل عن الفلسفة، ونجح هذا الأمر بجهود العديد من العلماء والباحثين، وفي القرن التاسع عشر بدأت مرحلة التنظيم الجماعي لعلم النفس وحُددت مواده ومناهجه وعلاقته بالعلوم الأخرى، وظهرت أقسام مستقلة في جامعات عدة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية خلال هذه الفترة وعُقدت العديد من المؤتمرات الدولية حول علم النفس، حيث كان أولها مؤتمر باريس في عام 1889 بتنظيم من جمعية علماء النفس الفسيولوجي، وفي الوقت الحاضر يقوم علماء النفس والمختصين بدراسة كل حالة يتعرضون لها بنهج معين، يرون أنه الأنسب لها.[٢]


نشأة علم النفس الحديث 

نشأ علم النفس الحديث كعلم مستقل عام 1879 بإنشاء أول مختبر لعلم النفس التجريبي في ألمانيا للظواهر النفسية ودراستها بشكل منظم واستخدام المنهج العلمي كأي علم طبيعي، وقد أصبح علم النفس كفرع من فروع وتصنيفات المعرفة له خصائص وأهداف خاصة به.[٢]


أبرز علماء علم النفس الحديث

برز في مجال علم النفس الحديث الكثير من العلماء والباحثين، ممن ساهموا في صياغة هذا العلم وبلورة مناهجه، وقدموا العديد من الدراسات فيه، والتي كان من شأنها تمهيد الطريق أمام الدارسين والباحثين اللاحقين لهم، ومن أبرز هؤلاء العلماء كل من:


ألفريد أدلر

طبيب نفسي نمساوي عمل على تأسيس مدرسة الفكر المعروفة باسم "علم النفس الفردي"، عُرف بمفاهيمه عن الشعور بالدونية وعقدة النقص، وقد لعبت دورًا رئيسيًا في تكوين الشخصية، ألدر كان زميلًا لسيجموند فرويد، وساهم في تأسيس التحليل النفسي، وهو عضو مؤسس في جمعية فيينا للتحليل النفسي.[٣]


سيجموند فرويد

طبيب نفسي من النمسا، ولد في عام 1856 وتوفي في عام 1939، مؤسس علم التحليل النفسي ومن مؤسسي علم النفسي الحديث، درس الطب لمدة ثمان سنوات لانشغاله باهتمامات أخرى. له عدة أبحاث ونظريات أثرت علم النفس منها نظريات العقل الباطن، وهو من طور طريقة للعلاج وهي جعل المريض يتكأ على أريكته والطبيب يسجل ملاحظاته ويتوصل إلى حلول.[٤]


جوردون أولبورت

ولد في ولاية إنديانا عام 1897، رافق والده كمساعد له في مهنة الطب وانغمس فيها، وأصبحت هذه التجربة جزء من تعليمه ودراسته في وقت مبكر، درس علم النفس في جامعة هارفرد ودرس الشخصية بجوانبها الإجتماعية والنفسية، وهي امتداد لبحث أجراه مع شقيقه، ركز أولبورت على الدوافع والأفكار الواعية واهتم بتنمية الشخصية، وعرف بشكل خاص في نظرية السمات الخاصة به.[٥]


فروع علم النفس الحديث

لا يوجد تصنيف ثابت لفروع وأنواع علم النفس، لكن يمكن ذكر أبرز فروعه الشائعة ومنها:[٦]

  • علم النفس السريري "الإكلينيكي": وهو يدمج بين العلم والنظرية والممارسة لفهم وتوقع وتخفيف مشاكل التكيف والإعاقة وعدم الراحة.
  • علم النفس المعرفي: يبحث في حل المشاكل والتعلم واللغة والذاكرة، يرتبط بعلم الأعصاب والفلسفة، كما يبحث في اكتساب الأشخاص للمعلومات وكيفية تخزينها.
  • علم النفس التنموي: يدرس التغيرات النفسية والمنهجية التي تمر بالانسان طوال حياته، ويطلق عليها البعض مصطلح التنمية البشرية.
  • علم النفس التطوري: يبحث بكيفية تأثر السلوك البشري بالتعديلات النفسية أثناء التطور.
  • علم النفس الاجتماعي: يرتبط بدراسة التأثيرات الاجتماعية على السلوك والأفكار وكيف تتأثر بوجود أشخاص آخرين.


المراجع

  1. محاضرة (27/12/2021)، "مدخل إلى علم النفس"، جامعة محمد لمين دباغين سطيف، اطّلع عليه بتاريخ 27/12/2021. بتصرّف.
  2. ^ أ ب عماد حسين عبيد المرشدي (26/1/2014)، "نشأة عن تطور علم النفس العام"، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 26/12/2021. بتصرّف.
  3. kendra cherry (23/9/2020), "Alfred Adler Biography: Career and Life", verywell mind, Retrieved 26/12/2021. Edited.
  4. عماد حسين عبيد المرشدي (26/1/2014)، "نشأة عن تطور علم النفس العام"، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 26/12/2021. بتصرّف.
  5. none (3/2/2018), "Gordon Allport (1897-1967)", Good Therapy, Retrieved 26/12/2021. Edited.
  6. Yvette Brazier (1/2/2018), "What is psychology and what does it involve?", Medical News Today, Retrieved 27/12/2021. Edited.