خصائص علم النفس التربوي

علمُ النَّفسِ التربويِّ فرعٌ من فروعِ علمِ النَّفس، يدرسُ الكيفيَّة التي يتعلَّمُ بها النَّاس، وكيف تؤثِّرُ العواملُ الاجتماعيّة والعاطفيّة والسلوكيَّة والمعرفيّة على مستوى تعلُّمِهم، إلى جانبِ دراستِه العمليَّاتِ التعليميَّةَ -خاصَّةً في مرحلتَيْ الطّفولة المبكّرة والمراهقة- وأساليبَ التّديس والفروقات الفرديَّة في التعلُّم، وتتمَثَّل خصائصُ علمِ النَّفسِ التربويّ فيما يأتي.[١]


التعاطف

تنطلقُ وظيفةُ علمُ النَّفس التربويّ من مبدأ التَّعاطُفِ معَ الأفراد؛ كونَه معنيًّا بِفهم كلِّ ما يشعر به الآخرون، والتَّفاعل معَهم بصورةٍ تتناسبُ مع حاجاتِهم الاجتماعيّة والنفسيّة، وينحصرُ هذا التَّفاعل في نطاقٍ لا يتعدَّى من ذلك إلى مواجهة مشاعرِهم واصطدامِه معَها؛ إذ إنّ مَهمَّتَه هي الملاحظة الدَّقيقة المبنيّة على المعرفة، وحلّ المُشكلات الفرديَّة عن طريق توظيف الحَدس الذس يُوصِل إلى الحلّ والاستنتاج.[٢]


الاهتمام بلغة الجسد

من خلالِ اهتمامِه بمهارات الاستماع الجيِّد التي تُوفّر البيانات الدّقيقة اللازمة للمضيّ قُدمًا في العِلاج، وتتمثَّل تلك المهارات في الكَشف عن معاني لغةِ الجسد، وملاحظة الحالة الفرديّة للشّخص فيما إذا كان مرتاحًا أم مرتبكًا أم متردِّدًا أم دقيقًا في تعبيرِه عن نفسِه أم غيرَ ذلك، إلى جانبِ تركيزِه على إبداء اهتمامٍ بالغٍ بما يقولُه الشّخص من خلالِ طَرح الأسئلة ذات الصّلة ومتابعتها.[٢]


اقتراح الحلول

إنّ الغايةَ من هذا العِلم أن يُقدِّمَ الحلولَ المناسبة لمُختلَف مشكلاتِ الفرد التربويّة والتعليميّة، مثل: سبب عدم توافق الفرد مع بيئةٍ ما، أو عدم تجاوبه مع منهجٍ تدريسيّ ما، أو قصور فَهمِه لمسألةٍ ما، كما يبحث عن مستوى التّعليم الذي يُناسب كلّ من مراحل النموّ، ويقترح حلولًا لأيَّة إعاقة تعليميّة يُواجهُها الفرد، من خلالِ جمع البيانات وتحليلِها واستخلاص النّتائج الدّقيقة منها.[٢]


التعامل مع فئة الأطفال باستراتيجية خاصة

نظرًا إلى أنَّ فئة الأطفال والمراهقين هم الفئة الأكثر استهدافًا في هذا العِلم، فإنّه يتبعُ استراتيجيَّة خاصّة تعملُ بفعاليَّةٍ كبيرة في تسويةِ التَّعامل المُريح معهم، ومن ذلك أنّه يمنحُهم شعورًا بالاستقلاليَّة التامَّة، ويُفهِمُهم أنَّهم في مرحلةٍ عمريّة لها طبيعةٌ وخصائصُ مختلفة عن بقيّة المراحل، ويَبني بذلك جسرًا من الثّقة معَهم تضمنُ له تقديم المُساعدة اللازمة.[٢]


الافتقار إلى الهوية

يُؤخَذُ على علمِ النَّفسِ التربويّ ظهورُ حالةٍ من الاغترابِ في استراتيجيَّاتِه العامَّة أعاقت الاعترافَ به علمًا مستقلًّا بذاتِه؛ ويعودُ السَّببُ في ذلك إلى تعدُّدِ مجالاتِه، ما يُبعِده عن هدفِه الرّئيس المتركّز في سياقٍ تربويّ وتعليميّ فحسب، وهذا يؤدّي بالنتيجة إلى إضعافِ إمكانيَّاتِه وإعاقة تقدُّمِه وتطوُّرِه، إضافةً إلى عدمِ وجودِ توافقٍ بين تخصُّصاتِه المختلفة المعرفيّة والتطبيقيّة، وكثرة المصادر التي استندَ إليها في بناءِ معرفتِه.[٣]


خصائص الأخصائي النفسي التربوي

تتركَّزُ خصائصُ عالمِ النّفس التربويّ فيما يأتي:[٤]

  • الاستعداد للتعلم: بأن يتعامل الأخصائيّ التربويّ مع هذا العِلم بعقلٍ منفتح يتقبَّلُ مواصلةَ تعلُّم كلّ جديد.
  • الصبر: والمحافظة على شخصيَّة هادئة مستقرّة تستطيع احتواء الآخرين لِفهمهم ومساندتهم.
  • احترام الخصوصية: إنّ السريّة أساسُ المعيارِ المهنيّ الأخلاقيّ الذي يقومُ على أساسِه عمل الأخصائي .
  • توفر مهارات شخصية قوية: بأن يتعاملَ بنهجٍ محترفٍ في تحليل السلوك البشريّ وفهمه وتحكيمه.

المراجع

  1. "What Is Educational Psychology?", Very Well Mind, Retrieved 12/2/2023. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "5 Traits of Educational Psychologists", Aba Degree Programs, Retrieved 12/2/2023. Edited.
  3. "Educational Psychology: Characteristics and Theories", Exploring Your Mind, Retrieved 12/2/2023. Edited.
  4. "5 Great Characteristics of School Psychologists", Top Education Degrees, Retrieved 12/2/2023. Edited.